
تنويه: الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس بالضرورة رأي الائتلاف التربوي الفلسطيني.
الأستاذ نسيم قبها
إن مفردة معلومة ، مشتقة صرفياً من معلوم ، وليس مباشرةً من العلم نفسه، كما في حال المفردة المعجمية معلمة، بدون تشديد الميم ، أي أن فيها تركيزاً على الذات والهوية، هوية المتعلم في عملية التعلّم ، ما يجعلها مفردة أيديولوجية في العمق السياسي التربوي البنائي غير الأحول ، حيث تحدد العلم والتعلّم والمعالم، بوصفها أمراً تأسيسياً في ذات المتعرّض لها. بمعنى أن من لديه معلوماتية ومعلومة ، لا يستطيع أن يفهم نفسه، أو يُعرّفها، إلا بوصفه مكتسبا لتعلّم مديد؛ فيما حامل المعلومة ، تنتهي علاقته العضوية مع التعلّم بمجرد الابتعاد عنه، فلا يكون مصقولا في هويته وممشاه.
يحوّل «التعلّم» الظلم مثلا ، من حادثة يمكن تجاوزها، إلى هوية، سياسية يتشكّل فيها التغيير إن تم استثماره معرفيا سياسيا في بناء بيداغوجي يتجاوز ركاكة المتن .
كما أن «المتعلمين»، أي حاملي صبغة التعلّم المبصرة ، يطالبون غالباً بمطالب تتجاوز التغيير الهشّ والترقيع المخادع، لأن الموضوع لا يتعلق بواقعة التعلّم ذاتها ، وإنما بهويتهم النفيسة والقادرة نفسها، وبالتالي وجودهم الاجتماعي والسياسي والمعنوي، ولذلك فعلى كل أنظمة المجتمع، من تعلّمية سياسية إعلامية ، أن تأخذ التعلّم والتعليم كأداة انقلاب اجتماعي سياسي على حال مترد ، وبنفس طويل.