إبداع المعلم بغزة ينفذ ورشة عمل يؤكد فيها أن حماية التعليم في حالات الطوارئ مسؤولية جماعية، واستمرار دعم الأونروا ضرورة ملحة
نظّمت جمعية مركز إبداع المعلم (TCC)، بالتعاون مع دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين واللجنة الشعبية للاجئين في مخيم المغازي، ورشة عمل ضمن فعاليات أسبوع العمل العالمي للتعليم 2025، تحت شعار "حماية التعليم في حالات الطوارئ"، بمشاركة عدد من المختصين والمهتمين بالشأن التربوي وقضايا اللاجئين.
افتُتحت الورشة بكلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ زياد عودة الله، مفوض الأونروا في اللجنة الشعبية، أكد خلالها أهمية التعليم كأداة استراتيجية لتعزيز صمود اللاجئين وحماية مستقبلهم. كما شدد على الدور الحيوي الذي تلعبه الأونروا في مختلف القطاعات، وخصوصًا التعليم، داعيًا إلى تكثيف الجهود لحماية العملية التعليمية من الانهيار في ظل الأزمات المتتالية التي يمر بها قطاع غزة.
من جانبه، قدّم الأستاذ واصف أبو مشايخ، رئيس اللجنة الشعبية للاجئين الفلسطينيين، عرضًا حول واقع التعليم في ظل الأزمات، مشيدًا بالجهود المبذولة لحماية استمرارية التعليم رغم التحديات. وأشار إلى أن 85.8% من مدارس قطاع غزة، البالغ عددها 183 مدرسة، تضررت خلال الحرب الأخيرة، مما تسبب في توقف بعضها أو تحويلها إلى مراكز إيواء. كما تطرّق إلى أرقام المدارس التابعة للأونروا في الضفة الغربية ودول الجوار، حيث توجد 96 مدرسة في الضفة، و169 في الأردن، و102 في سوريا، و65 في لبنان.
وقدمت الأستاذة مجدلين التلباني، منسقة جمعية مركز إبداع المعلم في قطاع غزة، عرضًا تناولت فيه دور الجمعية في دعم التعليم خلال الأزمات. وركّزت على رؤية وأهداف الجمعية في ضرورة توفير بيئة تعليمية آمنة ومستقرة، وتعزيز خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للطلبة والمعلمين. كما أكدت ضرورة تكاتف الجهود الدولية والأممية لتحييد المؤسسات التعليمية وكوادرها في أوقات النزاع، مشيرة إلى أن دعم وجود الأونروا في قطاع غزة يعد المفتاح الأساسي لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وشارك الدكتور رفعت صباح، المدير العام لجمعية مركز إبداع المعلم ورئيس الحملة العالمية للتعليم، في الورشة عبر تقنية الزوم، مؤكدًا أن هذه الورشة تأتي ضمن حملة دولية تُنظَّم في أكثر من 120 دولة، بالشراكة مع وزارات التعليم ومؤسسات المجتمع المدني، للضغط من أجل حماية التعليم ودعم استمرارية عمل الأونروا.
وشدد صباح على أن 90% من موظفي الأونروا يعملون في قطاع التعليم، مما يجعل استمرار دعم الوكالة شرطًا أساسيًا لحماية حق اللاجئين في التعليم. كما دعا إلى وقف الهجمات السياسية والإعلامية التي تستهدف دور الأونروا، مشددًا على ضرورة إنجاح الحملة وطنيًا كمدخل أساسي لتحقيق التأثير الإقليمي والدولي.
من جانبه، قدم الدكتور تيسير عبد الجواد، الخبير التربوي، رؤيته نحو "تعليم عالمي شامل ومستدام"، مؤكدًا أهمية تعزيز الضغط الدولي والإقليمي لدعم الأونروا. ودعا إلى توحيد الجهود من كافة الأطراف للمطالبة بتوفير بيئة تعليمية آمنة ومستدامة، وتحسين جودة التعليم، وتوظيف التكنولوجيا، إلى جانب تعزيز التعلم من خلال اللعب والتوعية المجتمعية. وأكد أن حملات المناصرة يجب أن تركز على دعم الأونروا لضمان استمراريتها في تقديم خدماتها، بما يضمن حق كل طفل في التعليم رغم الظروف الصعبة.
وفي ختام الورشة، أجمع الحضور على مجموعة من التوصيات، كان أبرزها ضرورة توفير بيئة تعليمية آمنة ومستقرة، وتكثيف الدعم النفسي والتربوي للطلبة والمعلمين، وتعزيز دور الأسرة في متابعة المسيرة التعليمية. كما تم التأكيد على أهمية توظيف التكنولوجيا، وتوفير الإنترنت والأجهزة اللوحية للطلبة، وإطلاق حملات توعية مجتمعية، وتنظيم دورات تدريبية للمعلمين في مجالات الدعم النفسي والتعليم الإلكتروني. وأوصى المشاركون بضرورة استمرار دعم الأونروا دوليًا وإقليميًا بما يضمن استمرارية خدماتها التعليمية في ظل الأزمات المتكررة، مؤكدين أهمية تشكيل فرق تطوعية لزيارة الأهالي وتوعيتهم بأهمية التعليم، مع تعزيز الدعم النفسي والترفيهي للأطفال لضمان تعليم مستدام في بيئة آمنة.
