الإئتلاف التربوي الفلسطيني - الائتلاف التربوي الفلسطيني وبلدية البيرة ينظمان لقاء حواريا حول على أهمية المبادرات التربوية الفردية والمجتمعية في سياقات الطوارئ

الائتلاف التربوي الفلسطيني وبلدية البيرة ينظمان لقاء حواريا حول على أهمية المبادرات التربوية الفردية والمجتمعية في سياقات الطوارئ

الائتلاف التربوي الفلسطيني وبلدية البيرة ينظمان لقاء حواريا حول على أهمية المبادرات التربوية الفردية والمجتمعية في سياقات الطوارئ

في ظل ما تشهده فلسطين من أزمات مركبة متواصلة، من احتلال ونزاعات وأوضاع اقتصادية متردية، تبرز المبادرات التربوية الفردية والمجتمعية كأدوات مقاومة ووسائل صمود لضمان الحق في التعليم للجميع، لاسيما في فترات الطوارئ والانقطاع. وفي هذا السياق، نظم الائتلاف التربوي الفلسطيني بالشراكة مع بلدية البيرة، من خلال ملتقى "بيت الحكمة"، لقاءً حواريًا افتراضيًا بعنوان: "المبادرات التربوية الفردية والمجتمعية وقت الطوارئ"، تحت شعار "نحو مبادرات تربوية تشاركية مرنة ومستجيبة للتعليم في الطوارئ.

اللقاء جاء بتنظيم من تعاونية التعليم في الطوارئ التابعة للائتلاف، وجمع نخبة من الخبراء التربويين، والمسؤولين الحكوميين، والمبادرين والمبادرات من الميدان، بهدف تسليط الضوء على التجارب الملهمة في مواجهة تحديات تعطيل التعليم، وتقديم قراءة معمقة للأدوات الممكنة لضمان استمرارية العملية التعليمية في السياقات غير المستقرة، وخاصة في ظل غياب بنى تحتية تعليمية مرنة، أو نقص الموارد، أو الظروف الناتجة عن الكوارث الطبيعية أو الحروب.

مداخلات رسمية ومجتمعية تكشف التحديات وتؤكد التزام الشراكة

افتتحت اللقاء التربوية والناشطة عبير اقنيبي، مرحبة بالحضور ومؤكدة على أهمية تعزيز الحوار حول النماذج القاعدية التي تنبع من الواقع الفلسطيني، وتستجيب بفعالية لاحتياجات المجتمعات المهمشة.

ثم تحدث د. وحيد جبران، منسق تعاونية التعليم في الطوارئ، مشددًا على أن المبادرات التربوية ليست حلولًا مؤقتة فحسب، بل أدوات تغيير طويلة الأمد إذا ما لاقت الدعم والرعاية، موضحًا أن التحدي الحقيقي يكمن في تحويل هذه المبادرات من استجابات ظرفية إلى بنى تعليمية مستدامة.

من جانبه، أعرب المهندس روبين الخطيب، رئيس بلدية البيرة بالإنابة، عن استعداد البلدية لفتح آفاق التعاون مع المؤسسات المجتمعية والتربوية، مؤكدًا أن الحفاظ على الحق في التعليم مسؤولية جماعية تتعاظم وقت الأزمات. كما تحدث د. سعد عميرة، مدير مركز بلدنا الثقافي، عن الجهود المشتركة في التحضير لهذا اللقاء، مؤكدًا أن "بيت الحكمة" يمثل مساحة فكرية ضرورية لإنتاج رؤى تربوية متقدمة تنطلق من احتياجات المجتمع المحلي.

جلسة أولى حوارية: نحو فهم أعمق لدور المبادرات التربوية في استمرار التعليم في الطوارئ

الجلسة الأولى، التي ضمت مجموعة من المتحدثين البارزين، ناقشت الأبعاد التربوية والاجتماعية للمبادرات التعليمية في أوقات الطوارئ، حيث تناول المشاركون قضايا حساسة تتعلق بتكافؤ الفرص التعليمية، وسبل استدامة المبادرات المجتمعية، ودور الأطر المؤسسية والسياسات العامة في دعم هذه المبادرات.

شارك في النقاش كل من السيد عصام عزت، مديرعام تربية رام الله والبيرة، ود. رفعت صباح رئيس الائتلاف التربوي، ود. ماجدة الفار، ود. محمد شبير، والسيدة سمر جبر، حيث أجمعوا على أن المبادرات الفردية والمجتمعية تمثل صمّام أمان للمنظومة التعليمية في لحظات الانقطاع والاضطراب.

ناقشت الجلسة بعمق قضايا متعلقة بضعف الجهوزية المؤسساتية في أوقات الطوارئ، والحاجة إلى استجابات مرنة تتجاوز النماذج التقليدية في التعليم، كما أكدت على ضرورة تبني نهج تشاركي يدمج الشباب والنساء وأولياء الأمور في صناعة القرار التربوي وتنفيذه، لتعزيز حس الملكية المجتمعية للتعليم، وخلق بيئة تعليمية آمنة ومحفزة تعزز الصمود النفسي للأطفال وتحميهم من الاستغلال والعنف.

جلسة ثانية من الميدان: مبادرات ميدانية حية تواجه التحديات وتقدم نماذج أمل

في الجلسة الثانية، أتيح المجال لمجموعة من المبادرين والمبادرات الذين شاركوا من الميدان تجاربهم العملية في تطوير وتنفيذ مبادرات تربوية في سياقات الطوارئ.

من بين المتحدثين د. محمود البراغيتي، أ. سلاح سمارة، أ. ماجدولين التلباني من مركز إبداع المعلم، وأ. سعيد خضر وأ. ندى حجير من برنامج التعليم في وكالة الغوث الدولية.

ركزت هذه المداخلات على التحديات الواقعية التي تواجه المبادرات في مناطق النزاع، مثل غياب الدعم المؤسسي، أو انعدام الموارد، أو صعوبة الوصول إلى المتعلمين، ولكنها في المقابل كشفت عن قدرة المجتمعات المحلية على ابتكار حلول مرنة وشاملة، وخلقت مساحات تعليم بديلة وآمنة للأطفال والمراهقين.

عرضت هذه الجلسة نماذج واقعية من التعليم الميداني الطارئ، تضمنت مبادرات للتعليم التفاعلي الرقمي، والتعليم في الفضاءات العامة أو المنازل، وإدماج المهارات الحياتية والدعم النفسي الاجتماعي في برامج التعلم، مما شكّل بديلاً فعالاً للمدرسة التقليدية في بيئات الطوارئ.

توصيات ختامية: إدماج المبادرات في السياسات وتطوير منظومة وطنية للاستجابة التعليمية

شهد اللقاء تفاعلًا ثريًا من الحضور، الذين أكدوا في مداخلاتهم على ضرورة إدماج المبادرات التربوية في سياسات التعليم الوطني، وعدم اقتصارها على جهود فردية معزولة.

كما أوصوا بأهمية تطوير منظومة وطنية للاستجابة التعليمية في الطوارئ، تشمل التدريب المسبق، والدعم النفسي، ومواءمة المناهج، وتوفير أدوات التعلم عن بُعد، إضافة إلى تعزيز التنسيق بين الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني.

وأكد المشاركون في ختام اللقاء أن التعليم في حالات الطوارئ لم يعد ترفًا أو تدبيرًا مؤقتًا، بل ضرورة وطنية وإنسانية، تستدعي تعزيز الشراكات، وتوسيع نطاق الدعم، وتمكين المجتمعات المحلية من أدوات التخطيط والتنفيذ لضمان مستقبل تعليمي عادل وشامل لا ينكسر أمام الأزمات.

العنوان

رام الله ، فلسطين

البريد الإلكتروني

pec@pal-pec.ps

رقم الهاتف

West Bank +97022965610, Gaza +97082826313