الإثنين، 7 تموز 2025
نظمت تعاونية المعلمين المنبثقة عن الائتلاف التربوي الفلسطيني ندوة افتراضية بعنوان "رفاه المعلم حجر الأساس في جودة التعليم وبناء أجيال متوازنة"، شارك فيها نخبة من الأكاديميين والمعلمين وصناع السياسات التربوية، وذلك بهدف مناقشة واقع المعلم الفلسطيني وأهمية رفاهه النفسي والمهني كعنصر رئيس في تحسين جودة التعليم.
افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية للدكتورة رائدة قرابصة، منسقة تعاونية المعلمين، التي استعرضت فكرة اللقاء وأهدافه ومحاوره المختلفة، مؤكدة أن الاهتمام برفاه المعلم يمثل ضرورة وطنية ومجتمعية في السياق الفلسطيني. وقد تولى الأستاذ عبد المنعم صالح، عضو طاقم الائتلاف، تيسير فعاليات الندوة.
في المحور الأول الذي تناول واقع المعلم الفلسطيني، قدم الدكتور سليمان حرب، أستاذ تكنولوجيا التعليم في جامعة الأقصى، عرضًا حول تجربة معلمي قطاع غزة، مستعرضًا التحديات اليومية الصعبة التي تؤثر على الحالة النفسية والمهنية للمعلم وأساليب التكيف التي يعتمدونها للحفاظ على جودة العلاقة مع الطلبة. كما قدمت الأستاذة نور رياض، معلمة من رام الله، صورة من واقع المعلم في الضفة الغربية، موضحة الضغوط المتزايدة في بيئة العمل، وضعف الحوافز، وتأثير ذلك على دافعية المعلمين، مع عرض مبادرات لتحسين بيئة العمل.
أما المحور الثاني، فركز على الرؤى النقدية والمجتمعية لتعزيز رفاه المعلم، حيث تحدث الدكتور أسامة الميمي، مدير مركز التعليم المستمر ومؤسس وحدة الإبداع في التعلم بجامعة بيرزيت، عن العلاقة الوثيقة بين رفاه المعلم وجودة العملية التعليمية، مقدمًا رؤية نقدية حول آليات تعزيز رفاهية المعلم داخل النظم التربوية. فيما أكد الدكتور رفعت صباح، رئيس الائتلاف التربوي الفلسطيني، على دور المجتمع المحلي والنقابات في إطلاق مبادرات داعمة، وتكريم المعلمين، وتعزيز الشراكة مع المؤسسات الرسمية لتعزيز مكانة المعلم ودعمه.
وفي المحور الثالث، استعرض الدكتور أيوب عليان، الوكيل المساعد للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم العالي، سياسات الوزارة وخططها لتحسين بيئة العمل في المدارس، بما في ذلك برامج الحوافز والتقدير والتطوير المهني المستمر. كما قدمت الدكتورة سهير القاسم، مدير عام التعليم المدرسي والمدير العام للمعهد الوطني للتدريب التربوي، رؤية حول دمج مفهوم رفاه المعلم في الخطط التربوية الوطنية، وأهمية إعادة تعريف أدوار المعلم لمواكبة متغيرات المجتمع.
تخلل الفعالية مداخلات من الحضور، ساهمت آراؤهم وأسئلتهم في إبراز الأبعاد المتنوعة لقضية رفاه المعلم، سواء على الصعيد النفسي أو المهني، فضلًا عن مناقشة سبل دعمه لتعزيز جودة منظومة التعليم.
اختتم الأستاذ عبد المنعم صالح أعمال الندوة بالتأكيد على أهمية هذه المساحة الحوارية في تسليط الضوء على أبعاد موضوع رفاه المعلم وتقاطعاته، داعيًا إلى استمرار عقد مثل هذه الفعاليات مستقبلاً لمناقشة السياسات والبرامج التي من شأنها تحسين مكانة المعلم ودعم رسالته التربوية.