الإئتلاف التربوي الفلسطيني - لقاء تشاوري موسع للائتلاف التربوي الفلسطيني وتعاونيات التعلم المنبثقة عنه يناقش خطة تعليم الكبار وإطارًا ناظمًا لعمل التعاونيات

لقاء تشاوري موسع للائتلاف التربوي الفلسطيني وتعاونيات التعلم المنبثقة عنه يناقش خطة تعليم الكبار وإطارًا ناظمًا لعمل التعاونيات
الثلاثاء 15-7-2025، عقد الائتلاف التربوي الفلسطيني لقاءً تشاورياً موسعاً في قاعة جمعية الهلال الأحمر في مدينة البيرة، جمعت نخبة من ممثلي المؤسسات الأعضاء في الائتلاف وأعضاء من تعاونيات التعليم المنبثقة عنه، وذلك في سياق مساعي الائتلاف لتعزيز العمل التشاركي وتنظيم عمل التعاونيات ضمن بنيته.
استُهل اللقاء بكلمة افتتاحية ألقاها الأستاذ رفعت صباح، رئيس الائتلاف التربوي الفلسطيني، استعرض خلالها مسيرة الائتلاف منذ تأسيسه، وأشار إلى أن نشوء تعاونيات التعلم، الذي اتسم بطابع عفوي، مثّل فرصة لتعزيز البعد التربوي لدى الائتلاف عبر إدماج خبرات نوعية وميدانية. وأكد على ضرورة إحداث تغيير في بنية الائتلاف يتيح دمج هذه الخبرات، مشددًا على أهمية تطوير منظومة الحوكمة الداخلية كمدخل لتعزيز الفاعلية والشراكة. كما تطرق إلى المبادرات المجتمعية باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الائتلاف ودورًا مكمّلًا لعمل المؤسسات التربوية القائمة.
من جهته، تناول الدكتور رمزي عودة تجارب دولية حول دور المجتمع المدني في التأثير على السياسات العامة، مؤكدًا على أهمية بناء الروابط مع صانعي القرار، وداعيًا إلى اعتماد التعاونيات كمنصة لتعزيز العمل التشاركي، مع التمييز بينها وبين مؤسسات المجتمع المدني التقليدية من حيث فلسفة التكوين وأسلوب العمل.
خصص الجزء الأول من اللقاء لعرض ومناقشة الخطة الوطنية لتعليم الكبار التي تعمل وزارة التربية والتعليم على تفعيلها. حيث قدّم الأستاذ نسيم قبها عرضًا حول مكونات الخطة وأهدافها، موضحًا أبعادها الاستراتيجية، وأدار نقاشًا مع المشاركين تناول موقع تعليم الكبار في النظام التعليمي، ومدى صلاحية الخطة واستجابتها للتحديات القائمة، خاصة مع التغيرات التكنولوجية المتسارعة وانعكاساتها على أدوات ومنهجيات التعليم، إضافة إلى الحاجة الماسة إلى تطوير إطار قانوني وتنظيمي داعم.
وفي هذا السياق، تحدثت السيدة علا عيسى، مديرة الجمعية الألمانية لتعليم الكبار في فلسطين، عن الجهود المبذولة لدعم وتطوير تعليم الكبار في فلسطين، والتحديات التي أعاقت تلك الجهود خلال الأعوام الماضية، وأبرزت الحاجة إلى دور أكبر للائتلاف في هذا المجال، وضرورة البناء على نتائج ومخرجات منتدى "تعلم وتعليم الكبار - رحلة في فضاء الوعي والتحرر" الذي عقده الائتلاف في شهر أيار الماضي.
أما الجزء الثاني من اللقاء فخصص لمناقشة مسودة إطار ناظم مقترح لتنظيم عمل تعاونيات التعلم ودمجها في الائتلاف التربوي الفلسطيني. عرض الأستاذ ثروت زيد، منسق تعاونية السياسات في الائتلاف، مسودة الإطار الناظم، ويسّر نقاشًا تحليليًا مستفيضًا شارك فيه الحضور بقدر عالٍ من الصراحة والمسؤولية، ما عكس حرصًا على بلورة صيغة توافقية تراعي خصوصية العمل التطوعي وتضمن المرونة والشمول. وتميز النقاش بالثراء والتنوع، حيث عرض المشاركون ملاحظاتهم على مختلف جوانب ومكونات الإطار المقترح، خاصة المفاهيم والهيكلية والإجراءات والشمول.
عكست أجواء اللقاء حرص المشاركين على بناء شراكة حقيقية قائمة على الحوار، والنقاش العقلاني، والالتزام المشترك بتعزيز دور المجتمع المدني في التأثير على السياسات التربوية في فلسطين.