د.رفعت صباح يسلّط الضوء على تجربة الملتقيات التعليمية في غزة
شارك الدكتور رفعت الصباح، رئيس الحملة العالمية للتعليم، وسكرتير الحملة العربية للتعليم للجميع (آكيا)، ونائب رئيس المؤتمر الدولي الثاني "التعليم في حالات الطوارئ وأوقات الأزمات"، في أعمال المؤتمر المنعقد بفندق سفير الدقي بالقاهرة يومي 19 و20 يوليو 2025، والذي جمع نخبة من العلماء والاكاديميين الخبراء التربويين وصناع القرار والباحثين. حضر اللقاء الأستاذ الدكتور/ محب كامل الرافعي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الأسبق، ورئيس جامعة مايو، ورئيس المؤتمر، وكذلك الأستاذ الدكتور/ رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ورئيس جامعة الريادة، والدكتور/ عاشور عمري، مقرر عام المؤتمر وأستاذ التخطيط التربوي بجامعة عين شمس، و الدكتور/ فراج العجمي، الوزير المفوض ومدير إدارة التربية والتعليم والبحث العلمي بالأمانة العامة بجامعة الدول العربية. كما ضم المؤتمر لفيفا من ممثلي منظمات المجتمع المدني ومؤسسات أكاديمية من عدة دول في مقدمتها مصر وفلسطين.
وفي كلمته الافتتاحية خلال الجلسة الأولى للمؤتمر، شدد الدكتور/ رفعت الصباح على أن التعليم في حالات الطوارئ لم يعد خياراً، بل ضرورة إنسانية وأخلاقية ملحّة. وأضاف أن ما يجري في غزة يمثل جريمة تطال الجوهر الأخلاقي للعالم، لا تندرج فقط ضمن خانة الانتهاكات الأخلاقية، بل ترقى إلى مستوى الجرائم الجسيمة التي تنتهك القانون الدولي الإنساني. وأشار إلى أن صمت المؤسسات الدولية، أو الاكتفاء بالبيانات الرمادية، لا يُنقذ كرامة الإنسان، بل يساهم في ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب.
واختتم كلمته بنداء إنساني مؤثر، استشهد فيه بكلمات محمود درويش وتوفيق زياد، داعياً إلى جعل التعليم فعلاً للكرامة والمقاومة، لا مجرد وسيلة للبقاء، بل طريقاً لإعادة صياغة الحياة من رماد الألم.
كما قدمت الدكتورة رائدة الشعيبي، رئيسة مجلس إدارة مركز إبداع المعلم، مداخلة بعنوان ": دور المعلمين في التعليم في حالات الطوارئ "، شددت فيها على أن التعليم أثناء الطوارئ يتطلب امتلاك المعلمين لـ "الرشاقة المعرفية والذهنية"، وهي القدرة على التكيف مع المتغيرات، والانفتاح على البدائل، وتعديل الاستجابات والاستراتيجيات بسرعة وكفاءة. وأكدت د. الشعيبي على أهمية تطوير هذه المهارات من خلال أدوات متعددة مشيرة إلى أن التكنولوجيا تلعب دورًا مهمًا في دعم هذه القدرات، مما يجعل المعلمين أكثر قدرة على مواجهة التحديات في البيئات غير التقليدية، وعلى تقديم تعليم ذي جودة رغم الأزمات المتفاقمة.
وخلال ندوة الحملة العربية للتعليم للجميع (آكيا) ضمن فعاليات المؤتمر في اليوم الأول، والتي ادارها الخبير التربوي السيد مسعد قدّم د. رفعت مداخلة بعنوان " نظرة من الداخل: الملتقيات التعليمية في قطاع غزة أثناء الأزمات"، استعرض فيها تجربة قطاع غزة في تأسيس مبادرات تربوية ومجتمعية تستجيب للحاجات النفسية والتعليمية للأطفال في سياق العدوان المستمر، حيث سلط الضوء على تجربة جمعية مركز إبداع المعلم التي أطلقت سلسلة ملتقيات تعليمية في مختلف مناطق القطاع، من بينها خان يونس، النصيرات، البريج، وغزة، حيث تم توفير بيئات تعليمية مرنة وآمنة للأطفال، تجمع بين الدعم الأكاديمي والخدمات النفسية والاجتماعية.حيث قدّمت نموذجًا عربيًا مميزًا في استجابة التعليم في أوقات الطوارئ، يعكس أهمية دمج المجتمع المدني في صياغة حلول تعليمية عادلة وفعالة.
وأشارإلى أن هذه المبادرات لم تكن مجرد ردّ فعل طارئ، بل جاءت كـ"فعل مقاومة تربوية" تهدف إلى إعادة الأمل للأطفال ومساندتهم على تجاوز آثار النزوح والخوف، موضحًا أن المبادرات اعتمدت على منهجيات تعلُّم حديثة تراعي البعد النفسي والاجتماعي للطفل، وتُعزز مهارات الحياة والتكيّف.
واختتم د. رفعت مداخلته بالتأكيد على ضرورة المضي قدمًا نحو بناء استجابة تعليمية ونفسية أكثر فاعلية ، مشيرًا إلى تطلع الحملة العربية للتعليم والمؤسسات الشريكة إلى تشكيل فرق وطنية معنية بالصحة النفسية، وإعداد أدلة واستجابات لحالات الطوارئ، إلى جانب بناء شبكة دعم وتواصل على المستويين المحلي والدولي.
ومن جانبه قدم الدكتور رمزي عودة، رئيس الحملة الأكاديمية لمناهضة الأبارتهيد وعضو تنسيقية الائتلاف التربوي الفلسطيني ، نتائج دراسة خلال جلسات المؤتمر، تناولت تداعيات أزمة "الأونروا" على إتاحة التعليم للجميع في فلسطين المحتلة. وأكد د. عودة في عرضه أن إغلاق وكالة الغوث يشكل تهديدًا مباشرًا لإمكانية الوصول إلى التعليم، ويساهم في ارتفاع معدلات التسرب المدرسي، وتدني جودة التعليم، واتساع الفجوة التعليمية والتمييز. كما أشار إلى أن استمرار الأزمة يعطّل تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالتعليم، ويزيد من الآثار النفسية والاجتماعية السلبية على الأطفال.
كما أشار عوده الي ان الأنروا تعاني من حصار مالي خانق من قبل الدول الغربيه والذي يهدف اساساً الي القضاء على حق العوده مؤكدا علي ضروره التمسك بالانروا والدفاع عنها في ظل تنامي الهجمه الاسرائيليه عليها.
من جانبها اكدت د ماجدة الفار انأكاديمية التميز والريادة تطلق برنامجاً تدريبياً متخصصاً في التعليم في حالات الطوارئ والأزمات تجري حالياً أكاديمية التميز والريادة للتدريب والتطوير تنفيذ برنامج تدريبي متطور بعنوان "التعليم في حالات الطوارئ والأزمات"، والذي يهدف إلى تأهيل المعلمين وخريجي كليات التربية لمواجهة التحديات التعليمية في ظل الأزمات والطوارئ التي تشهدها فلسطين.
ويشمل البرنامج تدريباً حضورياً وعن بعد ضمن بيئة تعليمية مرنة، ويغطي جوانب نفسية، اجتماعية، مهنية وتكنولوجية، من حيث إعداد مقررات تعليمية شاملة تتناسب مع احتياجات التعليم الطارئ في سياق الواقع الفلسطيني. ويُقدَّم هذا التدريب المعتمد من وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، بواقع 20 ساعة تدريبية.
ويركز البرنامج على إعداد كوادر مؤهلة في توظيف التعليم الرقمي والذكاء الاصطناعي، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطلبة، وسد الفجوة في المحتوى التدريبي المتخصص.
ويأتي هذا المشروع استجابة للواقع التعليمي المتدهور نتيجة ممارسات الاحتلال، وما يتعرض له قطاع التعليم في غزة والضفة الغربية من استهداف ممنهج وإبادة تعليمية.