نظم الائتلاف التربوي الفلسطيني، من خلال مجموعة التعليم في الطوارئ، وبالتعاون مع ملتقى الإبداع التربوي ومجموعة فلسطين في شبكة الأيني (INEE)، يوم الثلاثاء الموافق 19 آب 2025، ندوة حوارية عبر منصة زووم تحت عنوان "نحو أداء أفضل للتعليم الإلكتروني في الأزمات في المدارس الفلسطينية". وقد شارك في الندوة مجموعة من الطلبة والمعلمين ومديري المدارس وأولياء الأمور، إلى جانب خبراء تربويين ومسؤولين من وزارة التربية والتعليم ومؤسسات أكاديمية وأهلية.
ناقشت الندوة التحديات والفرص التي واجهت المدارس الفلسطينية خلال تطبيق التعليم الإلكتروني في أوقات الأزمات، وسلطت الضوء على تجارب الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور، بهدف استخلاص الدروس واستشراف سبل تطوير هذه التجربة لتكون أكثر فاعلية واستدامة. وقد كشفت المداخلات عن أبرز العقبات التي تواجه التعليم الإلكتروني، وفي مقدمتها ضعف البنية التحتية من انقطاع الكهرباء والإنترنت، ونقص الأجهزة، إلى جانب الآثار النفسية للتعلم عن بعد.
خلال كلمات الافتتاح، تم التأكيد على أن التعليم الإلكتروني ليس فكرة طارئة ارتبطت بظروف الاستثنائية، بل هو فلسفة قائمة على التفاعل وبناء علاقة إيجابية بين الطالب والمعلم. وأكد أن الجائحة كانت فرصة لإعادة التفكير في أساليب التعليم بما يتناسب مع الواقع الفلسطيني المليء بالتحديات.
وتوزعت أعمال الندوة على ثلاث جلسات، قدّم خلالها الطلبة وأولياء الأمور شهاداتهم حول الصعوبات التي واجهتهم مثل انقطاع الكهرباء خلال الاقتحامات وقلة الأجهزة وضعف التفاعل. فيما استعرض المعلمون ومديرو المدارس تجاربهم، مشيرين إلى الإرهاق الذي يسببه التعليم عن بعد والحاجة إلى تطوير مهارات المعلمين واعتماد التعليم المدمج كخيار عملي. أما الجلسة الثالثة فقد تناولت السياسات الرسمية، حيث ناقش ممثلون عن وزارة التربية وخبراء أكاديميون خطط الوزارة لتأهيل البنية التحتية، وتطوير مهارات الكوادر، وتعزيز التعاون مع المؤسسات المجتمعية.
وفي ختام الندوة، خلص المشاركون إلى مجموعة من التوصيات أبرزها: دمج التعليم الإلكتروني في الاستراتيجية الوطنية للتعليم، تعزيز البنية التحتية الرقمية وتوفير الدعم التقني والأجهزة للطلبة المحتاجين، وتأهيل الكوادر التعليمية من خلال التدريب المستمر، إضافة إلى إشراك الأسر في العملية التعليمية. وأكدت الندوة أن التعليم الإلكتروني لم يعد خيارًا طارئًا، بل توجهًا استراتيجيًا ينبغي الاستثمار فيه لضمان استمرارية العملية التعليمية في فلسطين تحت مختلف الظروف.