نظّمت تعلمية حماية الطفل والعائلة في الائتلاف التربوي الفلسطيني، يوم الاربعاء 12 تشرين الثاني 2025، لقاءً حواريًا افتراضيًا حمل شعار "علينا الآن الانتقال من الطموح إلى العمل"، بمشاركة نخبة من المختصين والمهتمين بقضايا حماية الطفل. وقد شكّل اللقاء مساحة تفاعلية ناقشت تحديات الحماية في أوقات الطوارئ وسبل تعزيزها داخل المؤسسات والمجتمعات المحلية.
افتتحت الجلسة منسقة التعلمية أ. سمر جبر التي استعرضت الهيكلية العامة للتعلمية وما تحقق خلال العام من إنجازات، مؤكدة أن تعزيز نهج الحماية لم يعد خيارًا تكميليًا، بل حاجة ملحّة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المجتمعات. وفي مداخلته، شدّد رئيس الائتلاف التربوي الفلسطيني د. رفعت الصباح على ضرورة ترسيخ منهجيات الحماية داخل المؤسسات التربوية، وبناء قدرات العاملين والطلبة والأهالي بما يمكّنهم من التعامل مع المخاطر خلال الأزمات.
وتضمّن اللقاء عرضًا مصورًا تناول الاحتياجات النفسية وأساليب الحماية في أوقات الطوارئ، قبل الانتقال إلى نقاشات الجلسة الأولى التي ركزت على دور مؤسسات المجتمع المدني في حماية الأطفال، وأهمية توفير المساحات الآمنة التي تضمن للأطفال بيئة حامية وداعمة، إلى جانب تسليط الضوء على واقع الفئات المهمشة، وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة، وضرورة دمجهم والاستجابة لاحتياجاتهم خلال الأزمات.
أما الجلسة الثانية، فانتقلت بالحضور إلى الخبرات العملية عبر استعراض تجارب ميدانية لتعلمية حماية الطفل والعائلة خلال فترات الطوارئ، شملت مبادرات لحماية الفئات المعرضة للخطر، ونهج الحماية للأهالي، وتجارب شبكة المدافعات من النساء، إضافة إلى تدخلات الاستجابة للحالات الحرجة ودور المخيمات الصيفية في تعزيز مهارات الحماية لدى الأطفال.
وأبدى المشاركون تفاعلًا واسعًا مع مضامين اللقاء، حيث خلصت النقاشات إلى مجموعة من التوصيات أبرزها أهمية تعزيز الحق في التعليم للفئات المهمشة والنازحين وذوي الإعاقة، وتشكيل مجموعات حماية يقودها الأهالي خصوصًا الأمهات النازحات، وتوحيد نهج الحماية بين المؤسسات الحكومية والدولية والمجتمعية. كما شدّد المشاركون على ضرورة تعزيز التشبيك بين مؤسسات المجتمع المدني لسد الفجوات في الخدمات، ووضع آليات واضحة لرصد الحالات التي يعاني منها الأطفال ومتابعتها بخطط تدخل فعالة، إلى جانب إطلاق حملات مناصرة وضغط تسهم في دعم قضايا الحماية، وإعداد دليل موحد للأدوار والمسؤوليات داخل المؤسسات التربوية. وأكدت المداخلات كذلك أهمية تمكين الأطفال والنساء وتطوير وعي مجتمعي بأساليب التواصل الآمن خلال الطوارئ، وبناء شراكات استراتيجية مع المؤسسات التربوية والاجتماعية والصحية لضمان استجابة شاملة للحالات المحولة خلال الأزمات.
يأتي هذا اللقاء في إطار جهود الائتلاف التربوي الفلسطيني لتعزيز منظومة حماية متكاملة للأطفال والعائلات، وتطوير التعاون بين المؤسسات العاملة في هذا المجال بما يكفل بيئة أكثر أمنًا ودعمًا للأطفال في مختلف الظروف.
